مقابلة مع....

بصعوبة شديدة تمكنت من أخذ موعد.. وقد أخبرتني على الهاتف أن لا وقت لديها وأن هناك كثيراً مما يشغلها وأن معي وقتاً محددا ً وطلبت مني ان تكون أسئلتي موجزة....في الطريق.. كنت أسرد تاريخ تلك المرأة أمامي... من كانت طفلة في بولونيا تقاوم مع أصدقائها الاحتلال بطريقتها الخاصة وكان اسمها ماريا بولونوفسكي... إلى أن أصبحت هنا في باريس وصار اسمها مدام كوري ...



حين وصلت إلى الجامعة..انتقلت إلى باريس حيث كانت تقيم أختي وزوجها وبدا تحقيق الحلم بالدراسة في السوربون فقد كانت روحي تعشق العلم ومتعطشة دوماً نحو المزيد..تابعت خطواتي هناك حتى صرت أستاذة بالجامعة وكنت المرأة الأولى في هذا الميدان

تابعت الحلم بعد وفاة بيير واستمرت الأبحاث وبعد خمس سنوات من وفاته بحادث عربة في إحدى الليالي الممطرة حصلت على جائزة نوبل بالكيمياء..



انتهى موعدي معها...وغادرتها وأنا أنظر متعجبة لتواضع العلماء.. إلى مقولتها أن الفقر لا يقف في وجه الطموح ...إلى بساطتها حين سئلت يوماً عن أمنيتها فأجابت الحصول على غرام من الراديوم لكني لا أملك ثمه... إلى جهودها في الحرب والسلم وإثباتها ان العلم هو لخدمة البشرية حين قامت مع بيير بتصميم أول جهاز أشعة محمول للكشف عن جراح الجنود... لوطنها الذي لم يغب عن ذهنها فقامت بإنشاء معهد خاص بالراديوم في بولونيا




توفيت مدام كوري بالسرطان نتيجة تعرضها للإشعاع لفترة طويلة و عدت من رحلتي في آلة الزمن واثقة بقدرة شباب الجيل وفتياته على أن يرفعوا أسماءهم وأسماء بلادهم قناديل من نور على مر الزمان


----------------------------------------------------------------------------------------------------